الثلاثاء، 6 مايو 2014

استقطاب الضوء

استقطاب الضوء 

استقطاب الضوء polarization of light يعني أن يكون للاهتزازة الضوئية حول اتجاه انتشارها منحى معين ثابت، ويتم استقطاب الضوء الطبيعي بالانعكاس أو بالانكسار المضاعف، ويمكن أن يكون هذا الاستقطاب، وفي شروط معينة، مستقيماً أو دائرياً أو إهليلجياً. 
استطاع العالم هويْغنز[ر] Huygens في أواخر القرن السابع عشر تفسير انعكاس الضوء وانكساره بعلاقات رياضية تعتمد على فرضية تموجات «الأثير»، وقد مكَّنته هذه الفرضية من وضع قوانين دقيقة في ظاهرة الانكسار المضاعف (المزدوج) birefringence الذي يحدث في بلورة الكلْسيت (كربونات الكلسيوم CaCO3)، وهي الظاهرة التي لاحظها أول مرة إيراسْموس Erasmus عام 1669. ولكن لم تتضح ظاهرة استقطاب الضوء إلا في عام 1808 عندما راقب مالوس Malus انعكاس ضوء الشمس عن الزجاج من خلال بلورة الكلسيت، ورأى صورتين للشمس ولاحظ أنه إذا أديرت البلورة اشتد ضياء إحدى الصورتين وضعف ضياء الأخرى، وأنه عندما تكون شدة إحداهما عظمى تكون شدة الأخرى صغرى. وقد أدهشت هذه الظاهرة علماء ذلك العصر الذين رفدوا تلك الظاهرة بمعلومات جديدة. فآراغو[ر]Arago مثلاً اكتشف الظواهر اللونية في الاستقطاب اللوني، وبيو Biot اكتشف ظاهرة الاستقطاب الدوراني بدراسة تأثير بعض المواد كالسكريات في الضوء المستقطب. وقد ثبتت صحة هذه الاكتشافات بفضل الأبحاث التي قام بها بروسترBrewster. ومع ذلك لم يكن باستطاعة النظرية الموجية التي قال بها هويْغنز، أو نظرية الإصدار التي قال بها نيوتن أن تشرح الأسباب التي تجعل الضوء المنعكس عن الزجاج أو الذي اخترق بلورة الكلسيت يتمتع بخواص الاستقطاب وأن يكون له منحى اهتزاز معين وثابت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق